أخبار غرداية الملاريا بالعطف

أهم الأخبار,

ارتفع عدد المصابين بالملاريا (حمى المستنقعات) ببلدية العطف إلى تسع حالات منذ ظهور أول حالة منذ أسبوع وتحديدا يوم 31 أكتوبر الماضي. وذكرت مصادر طبية أن جميع المصابين يتابعون العلاج بمستشفى الدكتور إبراهيم ترشين وهم في حالة مستقرة تحت المتابعة الطبية.  

وقد أثار ظهور هذا الوباء في بلدية العطف احتجاجا واسعا في أوساط سكان هذه المدينة، حيث خرجوا إلى الشارع ونظموا سلسلة من الاحتجاجات وغلقوا الطرقات للمطالبة باحتواء داء الملاريا القاتل. وقد صب السكان جام غضبهم على الوضع واحتجوا بقوة أمام مقر البلدية، وقاموا بحرق العجلات المطاطية وغلق المنافذ بالحجارة والمتاريس.ولم يتوقف احتجاجهم عند هذا الحد، بل قاموا أيضا بغلق الطريق الوطني وتحديدا في مفترق الطرق المتواجد ببلدية بنورة لإيصال صوتهم إلى السلطات المحلية.

وتبعا لهذا الوضع الوبائي الخطير، تدخلت السلطات المحلية بتشكيل خلية أزمة والشروع في عمليات رش واسعة على مستوى مجرى وادي ميزاب للقضاء على اليرقات والحشرات الناقلة لهذا الداء. كما أخضعت المصالح الطبية الأفارقة المقيمين على تراب هذه البلدية وما لا يقل عن ألف مواطن إلى فحوصات طبية وتم نقلهم إلى عيادات طبية للتأكد من سلامتهم وعدم إصابتهم بالملاريا.

وفتحت فرقة متخصصة من المعهد الوطني للصحة العمومية تحقيقا وبائيا لمعرفة أسباب انتشار هذا الوباء في ربوع ولاية غرداية، حيث لا تعد هذه الحالة الأولى من نوعها بعد تم تسجيل عدة حالات في أوقات سابقة، لكن أغلب هذه الحالات كانت في أوساط مهاجرين أفارقة.  

وفي انتظار الكشف عن الأسباب المباشرة لانتشار هذا الداء بشكل رهيب في أوساط المواطنين، طالب السكان المحتجون بالعطف بترحيل الأفارقة نهائيا من البلدية والشروع في معالجة مياه المستنقعات بالمبيدات للقضاء على الحشرات السامة الناقلة للداء.كما ارتفعت في ذات الوقت عدة تساؤلات حول تماطل الهيئات المعنية في إتمام إنجاز قنوات الصرف الصحي بمجرى وادي ميزاب لمنع تشكل مستنقعات وجريان المياه المستعملة فوق السطح، رغم رصد أموال معتبرة وميزانيات ضخمة لإنجاز هذا المشروع الذي طال أمده، ولم يتجسد في الميدان، حيث تشهد بلدية العطف كسائر بلديات سهل وادي ميزاب تدهورا خطيرا في المحيط والبيئة، نتيجة وجود مستنقعات وانتشار مياه الصرف الصحي في عدة نقاط من مجرى الوادي على امتداد أكثر من 15 كلم، أي من حدود الغابة بغرداية إلى محطة التصفية بالعطف، ما ساهم في تلوث البيئة وظهور البعوض وانتشار أنواع مختلفة من الحشرات التي تفتك بصحة المواطنين وتنشر أمراضا وبائية في أوساطهم على غرار الليشمانيا الجلدية والملاريا.

للإشارة، فإن أعراض داء الملاريا هي الحمى، والقشعريرة، وتعرق غزير مع انخفاض درجة حرارة الجسم، الصداع، القيء، الإسهال.وبعد تشخيص الحالة تظهر أعراض أخرى كانتفاخ الكبد والطحال والإصابة بفقر الدم.وتظهر أعراض الملاريا عادة على المصاب بعد التعرض للدغة البعوضة بأسابيع قليلة، لكن بعض أنواع الملاريا قد تكمن في الجسم فترة أطول قد تمتد إلى أشهر أو سنوات. غرداية نيوز