ما الذي قد يدفع مصر والإمارات إلى التدخل في ليبيا؟
نشر في bbc arabic
ساعات بعد إعلان متحدثة باسم الخارجية الأمريكية ومتحدث
باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أن مصر والإمارات نفذتا غارات
جوية على مواقع لإسلاميين في ليبيا، ونفي الدولتين العربيتين بشكل قاطع لأي
ضلوع لهما في الصراع الأهلي الليبي، عادت الخارجية الامريكية ليلة
الثلاثاء 26 آب/ أغسطس فأصدرت بيانا تراجعت فيه عن تصريحاتها. وجاء فيه إن
التعليق بشأن ليبيا كان "يقصد به الإشارة إلى دول أفادت تقارير أنها شاركت"
في تلك الغارات.
وكان مسؤول أمريكي رفيع المستوى، رفض الكشف عن
هويته، قد أدلى بتصريح لبي بي سي مفاده أن الإمارات ومصر نفذتا بالفعل
غارتين في العاصمة طرابلس، مضيفا أن واشنطن لم تستشر قبل تنفيذ الهجوم
وفوجئت به.ونقلت الصحيفة عن لسان مسؤولين أمريكيين قولهم إن الغارات الأولى حدثت في 18 من الشهر الجاري واستهدفت مخزنا صغيرا للأسلحة ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل. بينما حصلت الغارات الثانية يوم السبت 22 من آب/أغسطس واستهدفت منصات صواريخ وسيارات عسكرية ما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص.
ويتطابق الخبر الذي نشرته الصحيفة الامريكية مع ما أفاد به سكان في العاصمة طرابلس مطلع الاسبوع الجاري من أن طائرات مجهولة الهوية قصفت أهدافا بالعاصمة. كما تعرضت أيضا مواقع يسيطر عليها إسلاميون لغارات.
وفي ردها على ذلك أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا نفت فيه بشكل قاطع مشاركة قواتها في أي قصف لمواقع داخل ليبيا. وأضافت أن "مصر تدين بأقسى العبارات محاولات بعض الجهات الزج بها في الشأن الداخلي الليبي، وتجدد مواقفها الثابتة والداعمة لتطلعات الشعب الليبي".
كما سبق للرئيس عبد الفتاح السيسي أن صرح خلال اجتماع له برؤساء تحرير الصحف المصرية يوم الأحد 23 من آب/أغسطس بأن مصر " لم تقم بأي عمل عسكري خارج حدودها حتى الآن". وأوضح أنه لا توجد أي طائرة ولا قوات مصرية في ليبيا.
في المقابل، لم يصدر أي رد فعل رسمي من دولة الإمارات العربية المتحدة ينفي أو يؤكد تنفيذ تلك الضربات. إلا أن أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، بعث بتغريدة على حسابه على تويتر لمح فيها إلى أن هذه المزاعم يروجها إسلاميون معادون للبلاد.
تأتي هذه التطورات بينما يبحث وزراء خارجية دول الجوار الليبي في العاصمة المصرية القاهرة مبادرة لحل الأزمة السياسية في ليبيا تقوم على نزع سلاح الميلشيات ودمج المسلحين في العملية السياسية واستعادة دور الدولة.
وتعيش ليبيا انقساما حادا انعكس على الحياة السياسية في البلاد. فبينما يدعم مجلس النواب المنتخب حديثا والمجتمع في مدينة طبرق "الجيش الوطني الليبي"، بزعامة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، يدعم المؤتمر الوطني العام، الذي عاد لممارسة مهامه قبل أيام، الكتائب والميلشيات الإسلامية كقوات فجر ليبيا وميلشيا أنصار الشريعة.
Post a Comment
ما رأيك ..... شاركنا الرأي