اخبار الجزائر
الغاز الصخري.. استثمار يؤجج الغضب بصحراء الجزائر
الخوف من الزلازل وتلويث البيئة والمياه، دفع الآلاف للاحتجاج على استغلال
الغاز الصخري بصحراء الجزائر. وبينما يرفض السكان المحليون هذا الاستثمار
ويرون أن ضرره أقرب من نفعه، يتمسك مقربون من الحكومة بضرورة استخراج هذه
الثروة ويؤكدون أن الأخطار مجرد شائعات.
هشام موفق-الجزائر
يعتصم أحمد طالب عبد الله منذ خمسة أيام في خيمة نصبها وزملاء له من
نشطاء المجتمع المدني المحلي قبالة مقر دائرة عين صالح بولاية تمنراست (2000
كلم جنوب العاصمة الجزائرية)، ليس لتوجيه مطالب اجتماعية أو مهنية
للسلطات، وإنما رفضا لاستغلال الشركة الوطنية للمحروقات "سوناطراك" حقلا
للغاز الصخري بأحد أحواض المنطقة.
وكانت عدة جهات مدنية وسياسية جزائرية قد عبرت عن رفضها
لاستخراج هذا النوع من الغاز، بالرغم من الطمأنات التي تطلقها وزارتا
الطاقة والبيئة حول عمليات الاستغلال.
وتعرف الجزائر منذ سنوات موجات احتجاجية مختلفة ظلت مقتصرة
على مطالب مهنية تشرف عليها نقابات تطالب بالشغل والسكن وغيرهما وتنظمها
رابطات للعاطلين عن العمل.
لكن هذا الاحتجاج يعتبر سابقة من نوعه، حيث شارك أمس الاثنين حوالي 3 آلاف مواطن في اعتصام عين صالح بينهم شباب وشيوخ وأطفال ونساء.
وقال عبد الله "خرجنا لنقول للحكومة إن هذا النوع من
الاستغلال غير مجد فلدينا من الغاز الطبيعي والموارد المائية ما يغنينا عن
هذا الاستثمار خاصة بعدما حذر منه عدة خبراء".
عبد الله: الحكومة تترك الاستثمار في الزراعة وتتجه لمجال مثير للريبة (الجزيرة نت) |
عصيان مدني
وقال إن المعتصمين ينفذون عصيانا مدنيا لأن كل العاملين بالمؤسسات العمومية والمحلات التجارية لم يزاولوا أعمالهم.
وقال إن المعتصمين ينفذون عصيانا مدنيا لأن كل العاملين بالمؤسسات العمومية والمحلات التجارية لم يزاولوا أعمالهم.
كما رفض الطلاب الذهاب إلى مدارسهم، في حين واصلت المستشفيات
ومراكز الأمن القيام بأدوارها. وأكد صحفيان محليان هذه المعلومات للجزيرة
نت.
ويعتقد عبد الله أن المنطقة تضم عشرات من آبار الغاز الطبيعي
غير المستغلة، وبها احتياطات هائلة من المياه الجوفية. وقال إن الحكومة
تترك الاستثمار في الزراعة الأكثر أمنا وتتجه إلى مجال مثير للريبة والجدل
في العالم.
وكانت قوات الأمن قد فضّت اعتصاما لمحتجين قبل أيام أغلقوا خلاله إحدى الطرق المهمة، مستخدمة الغاز المدمع وخراطيم المياه.
لكن المعتصم أحمد طالب عبد الله يقول إن هذه الخطوة مخطئة
قائلا "أقنعنا الشباب بعدم جدواها لأنها تزيد من عزلة المنطقة"، وشدد على
أن الاحتجاج كان سلميا.
من جانبه، دافع عضو مجلس الأمة (الغرفة الثانية بالبرلمان)
صالح دراجي عن مشروع استغلال الغاز الصخري، ورفض ما سماه "الكذب والبلبلة"
التي تريد بعض الأطراف زرعها في أوساط الشباب.
وقال دراجي للجزيرة نت إن استغلال هذا الغاز لا يشكل أي خطر،
"وفرنسا هي من تقف وراء زرع هذا الجدل لأنها ترفض أن تتطور الجزائر في مجال
الطاقة".
لكن المحتجين يرون أن من حقهم رفض هذا النوع من الاستغلال،
قائلين إن الحكومة لم تتحمل مسؤولياتها ولم تبذل جهدا لتوعيتهم بل تركتهم
عرضة لشائعات مواقع التواصل الاجتماعي.
جدل ومغالطات
ويقر الخبير الدولي في المحروقات عبد المجيد عطار بأن هناك جدلا بخصوص هذا الغاز، لكنه يرفض "المغالطات" التي تنشر حوله.
ويقر الخبير الدولي في المحروقات عبد المجيد عطار بأن هناك جدلا بخصوص هذا الغاز، لكنه يرفض "المغالطات" التي تنشر حوله.
وأضاف عطار للجزيرة نت "يمكن حصول تلوث في حالة عدم استخدام
تقنية دقيقة وحذرة في حفر الآبار"، لكن الغاز الصخري في حد ذاته لا يشكل أي
خطر على البيئة ولا يلوث المياه الجوفية، على حد قوله.
ونفى بشدة ما يُتداول من إمكانية حدوث هزات أرضية أو زلازل نتيجة عمليات الحفر لاستغلال الغاز الصخري.
وحسب عطار، فإن هذا النوع من الاستغلال يتطلب مساحات كبيرة
وهو ما لا يثير إشكالية في الجزائر لأن مناطق الغاز الصخري غير مأهولة
بالسكان.
لكنه نبه إلى "مشكلة المردودية" لأن إنتاج 30 مليار متر مكعب
من الغاز الصخري سنويا تتطلب حفر 22 ألف بئر، وهذا يحتاج إلى مليارات
الدولارات لاستثمارها وتوفير حفارات خاصة تعمل دون توقف.
ويقدّر الاحتياط الجزائري المؤكد من النفط بحوالي 12 مليار برميل، ومن الغاز الطبيعي بحوالي 2200 مليار متر مكعب.
ويرى عطار أن الجزائر بعد 2030 لن يكون أمامها من خيار سوى استغلال الغاز الصخري إذا لم يتم تنويع الاقتصاد الوطني.Al Jazeera
Post a Comment
ما رأيك ..... شاركنا الرأي