قصة نوح عليه السلام
مقدمة:
جاء ذكر نوح
عليه السلام وقصته مع قومه في القرآن الكريم في مواضع عدة، فقد ذكر في سورة
الأعراف (59-64) ويونس (71-73) وهود (47-49) والأنبياء (77،76) والمؤمنون
(23-31) والفرقان (37) والشعراء (105-122) والصافات (79-82) والقمر (9-15).
وأما سورة نوح
فقد اشتملت على قصته كاملة وما أجمل في السور المتقدمة فقد ذكرته هذه
السورة بتفصيل أكبر، وكيف لا يكون ذكره بهذه الصورة وهو من أولي العزم من
الأنبياء بل هو أبو الأنبياء، حتى إننا لنرى أن قصته تسبق قصص جميع
الأنبياء في القرآن وفي جميع السور، لما أن لنوح عليه السلام من الشهرة
لكونه كآدم ثان للبشر ونجاة من نجا من أهل الطوفان ببركته(1).
وقد أرسله الله سبحانه لقومه لينذرهم النذارة الواضحة لعبادة الله وحده، وهذا الأمر كان عاماً في جميع الأنبياء قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إليهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 25].
وسنتطرق في هذا
البحث إلى جانب من قصته مع قومه وقد تكرر ذكر هذا الجانب في القرآن ألا وهو
قضية صنعه للسفينة وركوبها مع من آمن من قومه وكيف أنجاه الله بها بعد أن
عم الماء كل الأرض، ولعل هذا المشهد الذي ذكرناه هو الصورة المعجزة الأكثر
وضوحاً في ثنايا قصته العظيمة بسبب ما تجلى للباحثين اليوم من أمر السفينة
وما رافقه من اكتشافات تؤيد ذلك، ولا أعني أن كل ما لم تؤيده الوقائع
والمشاهدات يكون ضرباً من الخيال والخزعبلات حاشا وكلا وإنما للمشاهدة
الأثر الإيجابي العميق على النفس لما يحصل لها من التوافق بين الخبر اليقين
الذي يعتقده لأول وهلة ويتصوره من جانب وبين الحس والمشاهدة وما يكتنف ذلك
من رسوخ الخبر والوصول بصاحبه إلى درجة حق اليقين، أو قل إن شئت زيادة
الإيمان بالخبر، قال تعالى في شأن إبراهيم عليه السلام: ﴿وَإِذْ
قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ
أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ [البقرة: 260].
نوح وقومه:
دعا نوح عليه
السلام قومه دعوة عجيبة ربما لم يشابهه في مثلها أحد من الأنبياء ولذلك نرى
ذكر تفاصيلها في القرآن بشكل ملفت للنظر مع ما فيها من الغرابة فلم يترك
وسيلة من وسائل الدعوة إلا واستخدمها، فقد دعا قومه في الليل وفي النهار،
وجهاراً أمام الجميع وسراً في بعض الأحيان، وطلب منهم أن يتوبوا إلى الله
ويستغفروه، ويعدهم بأنهم إذا فعلوا ذلك فإن الله سوف ينزل عليهم بركات من
السماء ويمدهم بالمال والبنين ويجعل لهم جنات في الأرض وأنهاراً.
ومما تجدر
الإشارة إليه أن نوح عليه السلام ذكرهم بقدرة الله، وكيف خلقهم أطواراً
خلقاً بعد خلق، وأنه من المنطق أن يعظموا خالقهم الذي أنعم عليهم وخلقهم
ورزقهم وسخر لهم السماوات بما فيها من نجوم وزينة، والأرض لتكون لهم
مستقراً ومعاشاً، والشمس ضياءاً والقمر نوراً ﴿مَّا
لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً
أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً وَجَعَلَ
الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً وَاللَّهُ
أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا
وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطاً
لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً﴾ [نوح: 13-20].
ولكن كان فعلهم
أعجب من قولهم فقد كانوا كلما سمعوه يدعوهم إلى الله كانوا يضعون أصابعهم
في آذانهم لئلا ينفذ إليهم كلام الحق، ويرفعون ثيابهم ويغطون بها رؤوسهم
لئلا ينظروا إلى الرسول الكريم كما قال تعالى: ﴿وَإِنِّي
كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي
آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا
اسْتِكْبَاراً﴾ [نوح: 7].
وهكذا كان شأن نوح عليه السلام مع قومه طيلة دعوته التي استمرت أكثر من تسعمائة عام ﴿وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا
خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ﴾ [العنكبوت: 14] ولكن لم يؤمن معه إلا قليل ﴿وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾ [هود: 40]، وبعد أن أخبره الله بأنهم لن يتبعوه ﴿وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ﴾ [هود: 36]، فيئس منهم ودعا عليهم فقال ﴿رَّبِّ
لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِن
تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً﴾ [نوح: 26،27]، فاستجاب الله دعائه فأغرق كل الناس وأنجى سبحانه المؤمنين وكان ذلك بسفينة أمره الله أن يصنعها.
الماء والسفينة:
لعل في سورة هود
وتحديداً الآيات من (37-44) وكذلك في سورة (المؤمنون) (26-30) وكذلك في
سورة القمر (9-13) من الآيات التي صورت مشهد الماء والسفينة تصويراً يشدني
إلى أن أختارها من بين كل تلك الآيات لإلقاء نظرة خاطفة على تكل الحادثة
الفريدة في التاريخ، يقول الله تبارك وتعالى: ﴿وَاصْنَعِ
الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ
ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ * وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ
عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ
مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فَسَوْفَ
تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ
مُّقِيمٌ * حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا
احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن
سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ
* وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ
رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ
كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ
ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى
جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ اليوْمَ مِنْ أَمْرِ
اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ
الْمُغْرَقِينَ * وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء
أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى
الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [هود: 37-44].
وفي سورة المؤمنون يقول الله تعالى: ﴿قَالَ
رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ * فَأَوْحَيْنَا إليه أَنِ اصْنَعِ
الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ
التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ
إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي
الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ * فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ
وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا
مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً
مُّبَارَكاً وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِن
كُنَّا لَمُبْتَلِينَ﴾ [المؤمنون: 26-30].
وأما في سورة القمر فيقول الحق تبارك وتعالى: ﴿كَذَّبَتْ
قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ
وَازْدُجِرَ * فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ * فَفَتَحْنَا
أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً
فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ * وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ
أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ *
وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ [القمر: 9-13].
نرى أن الآيات تشير إجمالاً إلى ما يلي:
1. حال الكفار وهم يكذبون رسل الله.
2. وأن الكفار على مذهب واحد يتنافى مع العقل والفطرة، فهم يكذبون الرسل ويطلقون عليهم الألقاب الباطلة.
3. إخبار الله
تعالى له بأنه لن يؤمن من قومه إلا من كان قد آمن من قبل، وهم قليل جداً
قياساً مع الفترة التي عاشها فيهم، وعدد المدعوين طيلة كل تلك المدة.
4. دعاء نوح عليه السلام على قومه بعد أن استنفد كل طاقته.
5. أمر الله له بصنع السفينة وتهيئتها لأمر عظيم لم يسبق أن حصل مثله من قبل ولا من بعد.
6. الإخبار في
سورة القمر عن الصورة التي تم فيها إغراق الكافرين وكيف أن الله تعالى
بقدرته فجر الماء من الأرض وأنزله من السماء ليلتقي الماء مكوناً بحراً
أحاط بالأرض من جميع جهاتها.
7. إنجاء نوح عليه السلام ومن معه في السفينة وإغراق من سواهم من الكافرين.
8. كما تخبر الآية الأخيرة من المشهد الذي تصوره سورة القمر أن الله تعالى ترك لهذه القصة علامات لتكون عبرة لمن يعتبر: ﴿وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ [القمر: 13].
9. استواء أو توقف السفينة بعد انتهاء الطوفان على مكان اسمه الجودي ﴿وَقِيلَ
يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء
وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً
لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [هود: 44].
وأما تفاصيل
القصة فتكاد تكون واضحة للمتأمل حيث يأتي اليوم الرهيب، ويفور التنور،
ويسرع نوح يفتح سفينته ويدعو المؤمنين به، وحمل نوح عليه السلام إلى
السفينة من كل حيوان وطير ووحش زوجين اثنين، بقراً وثوراً، فيلاً وفيلة،
عصفوراً وعصفور، نمراً ونمرة، إلى آخر المخلوقات، لضمان بقاء نوع الحيوان
والطير على الأرض، وهذا معناه أن الطوفان أغرق الأرض كلها، فلولا ذلك ما
كان هناك معنى لحمل هذه الأنواع من الحيوان والطير، وبدأ صعود السفينة،
صعدت الحيوانات والوحوش والطيور، وصعد من آمن بنوح عليه السلام(2).
وصعد المؤمنون،
وارتفعت المياه من فتحات الأرض وانهمرت من السماء أمطاراً غزيرة بكميات لم
تر مثلها الأرض فالتقت أمطار السماء بمياه الأرض، وصارت ترتفع ساعة بعد
ساعة. فقدت البحار هدوئها، وانفجرت أمواجها تجور على اليابسة، وتكتسح
الأرض، وغرقت الكرة الأرضية، وارتفعت المياه أعلى من الناس، تجاوزت أعالي
الأشجار، وقمم الجبال، واستمر الطوفان، لم يعد باقياً من الحياة والأحياء
غير هذا الجزء الخشبي من سفينة نوح، وهو ينطوي على الخلاصة المؤمنة من أهل
الأرض. ومن الصعب اليوم تصور هول الطوفان أو عظمته، كان شيئاً مروعاً يدل
على قدرة الخالق، كانت السفينة تجري بهم في موج كالجبال، استمر طوفان نوح
زمناً لا نعرف مقداره، ثم صدر الأمر الإلهي إلى السماء أن تكف عن الإمطار،
وإلى الأرض أن تستقر وتبتلع الماء، وإلى أخشاب السفينة أن ترسو على الجودي،
وطهّر الطوفان الأرض وغسلها، وَنقص الماء وانصرف عائداً إلى فتحات الأرض.
وَقُضِيَ الأَمْرُ(3).
ولعل قائلاً
يقول إذا كان الله قادر على أن يخلق أي شيء بقوله كن فيكون فلماذا أمر بحمل
تلك البهائم والضواري إلى السفينة؟ ونقول له إذن فليغرق حتى الصالحون
والأنبياء بل وحتى نوح ثم ليخلق غيرهم أمثالهم! إنه الأخذ بالأسباب هي
السنة الجارية لهذه المخلوقات في كل زمان ومكان إنه الله الذي أمر! لتكون
عبرة لأولئك الذين يشاهدون كل تلك المشاهد وكل تلك الجهود التي تبذلها ثلة
مؤمنة بالله في زمان ليس باليسير رحمة بالعباد عسى أن يتعضوا أو يثوبوا إلى
عقولهم قبل أن يقع بهم العقاب الأليم، وبالمقابل ليزداد المؤمنون ثواباً
وأجراً فإن الأجر على قدر المشقة طالما كانت تلك المشقة امتثالاً واستجابة ً
وليس هوىً متبعاً ولا بدعاً من الأمر.
سفينة نوح في التفسير:
تناول المفسرون قصة نوح كما وردت في القرآن مع ذكر بعض الروايات بشأن مكان السفينة وكيف أبقاها الله تعالى عبرة لمن بعده من الأمم.
يقول القرطبي:
"ذكر الله تعالى قصة نوح تسلية لنبيه صلى الله عليه وسلم أي ابتلي النببيون
قبلك بالكفار فصبروا وخص نوحاً بالذكر لأنه أول رسول أرسل إلى الأرض وقد
امتلأت كفراً"(4).
كما نقل القرطبي
أيضاً عن الحافظ ابن عساكر في التاريخ له عن الحسن: "أن نوحاً أول رسول
بعثه الله إلى أهل الأرض وكان قد كثرت فيهم المعاصي وكثرت الجبابرة وعتوا
عتواً كبيراً وكان نوح يدعوهم ليلاً ونهاراً سراً وعلانية وكان صبوراً
حليماً ولم يلق أحد من الأنبياء أشد مما لقي نوح فكانوا يدخلون عليه
فيخنقونه حتى يُترك وقيذاً ويضربونه في المجالس ويطرد وكان لا يدعو على من
يصنع به بل يدعوهم ويقول: (رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) فكان لا يزيدهم
ذلك إلا فراراً منه حتى أنه ليكلم الرجل منهم فيلف رأسه بثوبه ويجعل أصبعيه
في أذنيه لكيلا يسمع شيئاً من كلامه"(5).
وأما بشأن
السفينة التي صنعها نوح والتي هي دائرة بحثنا هذا فيقول قتادة: "أبقاها
الله بباقردي من أرض الجزيرة عبرة وآية حتى نظرت إليها أوائل هذه الأمة
نظراً، وكم من سفينة كانت بعدها قد صارت رماداً"(6).
وهذا هو الذي يفهمه المتأمل لقوله تعالى: ﴿وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ [القمر: 13]، وكذلك قوله تعالى: ﴿فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [العنكبوت: 15].
وكما يقول ابن
عاشور: "أبقى الله تعالى سفينة نوح محفوظة من البلى لتكون آية يشهدها الأمم
الذين أرسلت إليهم الرسل متى أراد واحد من الناس رؤيتها ممن هو بجوار
مكانها تأييداً للرسل وتخويفاً بأول عذاب عذبت به الأمم، أمة كذبت رسولها
فكانت حجة دائمة مثل ديار ثمود"(7).
كما يضيف
قائلاً: "ثم أخذت تتناقص حتى بقي منها أخشاب شهدها صدر الأمة الإسلامية فلم
تضمحل حتى رآها ناس من جميع الأمم بعد نوح فتواتر خبرها بالمشاهدة تأييداً
لتواتر الطوفان بالأخبار المتواترة، وقد ذكر القرآن أنها استقرت على جبل
الجودي فمنه نزل نوح ومن معه وبقيت السفينة هنالك لا ينالها أحد وذلك من
أسباب حفظها عن الاضمحلال، واستفاض الخبر بأن الجودي جبل قرب قرية تسمى:
(باقردى) بكسر القاف وسكون الراء ودال مفتوحة مقصوراً من جزيرة ابن عمر قرب
الموصل شرقي دجلة"(8).
ومما تجدر
الإشارة إليه أن هناك من المفسرين من ذهب إلى غير هذا المعنى المتبادر إلى
الذهن وجعل الآية المتروكة للعالمين هو جنس السفينة لتكون بمثابة من يذكرنا
بقصة نوح عليه السلام، لأن من لم يشاهد بقايا سفينة نوح يشاهد السفن
فيتذكر سفينة نوح وكيف كان صنعها بوحي من الله لإنجاء نوح ومن شاء الله
نجاته ولأن الذين من أهل قريتها يخبرون عنها وتنقل أخبارهم فتصير متواترة.
يقول ابن كثير: "الظاهر أن المراد من ذلك جنس السفن كقوله تعالى: ﴿وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ﴾ [يس: 42،41] وقال تعالى: ﴿إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ﴾ [الحاقة: 12،11]"(9).
وفي علة استوائها على الجودي ذكروا قولان:
أحدهما: أنه لم يغرق لأن الجبال تشامخت يومئذ وتطاولت وتواضع هو فلم يغرق فأرست عليه قاله مجاهد.
والثاني: لما قل الماء أرست عليه فكان استواؤها عليه دلالة على قلة الماء(10)،
وقال ابن عاشور: "وحكمة إرسائها عليه أن جانب الجبل أمكن لاستقرار السفينة
عند نزول الراكبين لأنها تخف عند ما ينزل معظمهم فإذا مالت استندت إلى
جانب الجبل"(11).
ولعل الحكمة
التي أرادها الله تعالى في استقرارها على ذلك الجبل أن تحفظ بحفظ الله لأن
المكان المرتفع فيه من المزايا ما لا يوجد في غيره من ناحية قربه من الشمس
وقلة الرطوبة وبعدها عن التعرض لعوامل التلف من العبث بها وغيره،
وبارتفاعها عن سطح الأرض يجعلها في مأمن من السيول الجارفة والرمال
المتحركة وغيرها مما يعرفه اليوم أصحاب الخبرة الطويلة في أمور التجفيف
والحفظ والتحنيط وعلماء الجيولوجيا.
جبل الجودي:
لقد أشار علماء التفسير إلى مكان السفينة الذي ذكرته الآية في قوله تعالى: ﴿وَقِيلَ
يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء
وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً
لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [هود: 44].
وفي اسم هذا
الجبل أقوال تختلف لفظاً باختلاف الأمم التي تعاقبت عليه، وأطلقت كل أمة
عليه اسماً وفق لغتها، لكن جميع هذه الأسماء حدّدت له مكاناً مخصوصاً
معلوماً.
وقد اختلفوا في
مكان وجوده على ثلاثة أقوال: أحدها أنه بالموصل رواه أبو صالح عن ابن عباس
وبه قال الضحاك، والثاني بالجزيرة قاله مجاهد وقتادة وقال مقاتل هو
بالجزيرة قريب من الموصل، والثالث أنه بناحية آمد قاله الزجاج(12)،
كما وقيل: إنه بآمِد ـ ديار بكر ـ وقيل: هو جبل يقع في جنوب أرمينية،
وقيل: هو جبل مطلّ على جزيرة ابن عُمر، في الجانب الشرقي من نهر دجلة(13).
وجميع هذه
المسميات هي لمكان واحد تعاورته أسماء جمّة، فآمِد في الجزيرة جنوب أرمينية
وقرب الموصل، وجزيرة ابن عمر قرب الموصل جنوب أرمينية، يطل عليها جبل آرارات.
وقيل: إن الجودي اسم لكل جبل ومنه قول زيد بن عمرو بن نفيل: (سبحانه ثم سبحانا نعوذ به... وقبلنا سبح الجودي والجمد)(14).
وقد وقع في
الإصحاح الثامن من سفر التكوين من التوراة (واستقر الفلك على جبال آراراط)
وآراراط هذا لفظ عِبريّ مأخوذ من أصل أكادي (أورارطو) أُطلق على منطقة
جبلية في آسية، وهي أعلى مكان في هضبة أرمينية، وعلى أحد هذه الجبال استقرّ
فُلك نوح، وقمة هذا الجبل يطلق عليها -أرارات-، واسمها في التركية -اغري
داغ-(15).
وقد اختلف
الباحثون في تعيين جبال أراراط فمنهم من قال إنه اسم الجودي وعينوا أنه من
جبال بلاد الأكراد في الحد الجنوبي لأرمينيا في سهول ما بين النهرين ووصفوه
بأن نهر دجلة يجري بين مرتفعاته بحيث لا يمكن العبور بين الجبل ونهر دجلة
إلا في الصيف وأيدوا قولهم بوجود بقية سفينة على قمة ذلك الجبل. وبعضهم زعم
أن -أراراط- في بلاد أرمينيا وهو قريب من القول الأول لتجاور مواطن
الكردستان وأرمينيا وقد تختلف حدود المواطن باختلاف الدول والفتوح(16).
سفينة نوح عبر التاريخ:
يعتقد بعض علماء
الجيولوجيا اليوم إن انفصال القارات وتشكل الأرض في صورتها الحالية، قد
وقعا نتيجة طوفان قديم جبار، ثارت فيه المياه ثورة غير مفهومة، حتى غطت سطح
الجزء اليابس من الأرض، وارتفعت فيه قيعان المحيطات ووقع فيه ما نستطيع
تسميته بالثورة الجغرافية(17).
ومن المعروف منذ
زمن طويل أن قصص الطوفان تنتشر انتشاراً واسعاً في جميع أنحاء العالم،
فهناك قصص عن الطوفان في بعض مجتمعات الشرق الأدنى القديم، وفي الهند
وبورما والصين والملايو واستراليا وجزر المحيط الهادي، وفي جميع مجتمعات
الهنود الحمر.
ولعل أهم هذه
القصص قصة الطوفان السومرية، وقصة الطوفان البابلية، وقصة الطوفان اليهودية
كما ترويها التوراة وعلى الرغم من التحريف الذي يشوب تلك القصص إلا أنها
متفقة على أنه قد حدث طوفان عظيم وأنه كان هناك رجل صالح قام ببناء الفلك
وحمل فيها من كل حيوان زوجين إضافة إلى أهله ومن تبعه من الناس المؤمنين
بالله(18).
أولاً: قصة الطوفان السومرية:
كان الناس يعتقدون حتى أواخر القرن الماضي أن التوراة هي أقدم مصدر لقصة
الطوفان، ولكن الاكتشافات الحديثة أثبتت أن ذلك مجرد وهم،حيث عثر في عام
1853 م على نسخة من رواية الطوفان البابلية، وفي الفترة ما بين 1889م
1900م، اكتشفت أول بعثة أمريكية قامت بحفر في العراق اللوح الطيني الذي
يحتوي على القصة السومرية للطوفان في مدينة -نيبور- (نفر) ثم تبعه
آخرون..ويبدوا من طابع الكتابة التي كتبت بها القصة السومرية أنها ترجع إلى
ما يقرب من عهد الملك البابلي الشهير - حمورابي - وعلى أنه من المؤكد أنها
كانت قبل ذلك(19).
ولقد عثر -سير
ليونارد وولي- في حفائره في -أور- عام 1928م على طبقة من الغرين السميك
الذي يقدر بحوالي ثمانية أقدام والذي اعتبره دليلاً مادياً على الطوفان
السومري هذا مع ملاحظة أن تلك الطبقة الغرينية تقع فوق وتحت آثار تنتمي إلى
عصر حضارة العبيد، والتي تمثل عصر ما قبل الأسرات الأولي في جنوب العراق،
ثم اتجه -دولي- بعد ذلك إلى الحفر في موضع بعيد عن -أور- بحوالي ثلاثمائة
ياردة من ناحية الشمال الغربي للبحث عن مدى امتداد تلك الطبقة الغرينية،
وكانت نتيجة الحفر إيجابية، مما أدى إلى القول بوجهة نظره المشهورة في
ارتباط تلك الطبقة الغرينية السميكة بالطوفان الذي ذكرته الكتب المقدسة.
وهناك
من الأدلة كذلك ما حدثنا عنه -سير ليونارد وولي- من أنه قد وجد في أور
أسفل طبقة المباني طبقة طينية مليئة بقدور من الفخار الملون، مختلط بها
أدوات من الصوان (الزجاج) البركاني، وكان سمك هذه الطبقة 16 قدماً (3
أمتار) أسفل المباني الطينية التي يمكن أن تعود إلى 2700 ق. م وأن أور قد
عاشت أسفل هذه الطبقة في عصر ما قبل الطوفان، ويستنتج -وولي- أن سبب اختفاء
هذا الفخار الملون الذي كان منتشراً على طول بلاد الرافدين قبل الطوفان
اختفاءاً تاماً مرة واحدة كان الطوفان، الذي قضى قضاءاً تاماً على سكان هذه
البلاد.
ثانياً: قصة الطوفان البابلية:
1. ملحمة
جلجامش: في الثالث من ديسمبر 1872 م أعلن - سيدني سمث- نجاحه في جمع القطع
المتناثرة من ملحمة جلجامش بعضها إلى بعض، مكتوبة في أثنى عشر نشيداً، أو
بالأحرى لوحاً، ومحتوية على قصة الطوفان في لوحها الحادي عشر.
2. قصة بيروسوس:
في النصف الأول من القرن الثالث قبل الميلاد، وعلى أيام الملك - أنتيوخوس
الأول- (280 ـ 260 ق.م). كان هناك أحد كهنة الإله -ردوك- البابلي، ويدعى
بيروسوس قد كتب تاريخ بلاده باللغة اليونانية في ثلاثة أجزاء وحوى الكتاب
على قصة الطوفان.
ثالثاً: قصة الطوفان اليهودية كما ترويها التوراة وردت هذه القصة في الإصحاحات من السادس إلى التاسع من سفر التكوين(20).
سفينة نوح والعلم الحديث:
الطوفان حادثة
كونية كبرى شملت أنحاء المعمورة في رأي المفسرين وعند أهل الكتاب، ويؤيد
هذا الرأيَ ما عثر عليه الجيولوجيون من المستحاثات والأحافير، فقد عثروا
على أصداف وأسماك متحجرة في أعالي الجبال، وهي لا تكون عادةً إلا في البحار
فيبدو أن الطوفان كان شاملاً لقوم نوح الذين لم يكن في الأرض غيرهم يومذاك، فقد كانوا مُقيمين في منطقة الشرق الأوسط.
وفي عام 1959م
كان أحد الطيارين الأمريكان يطير في مهمة عسكرية الغرض منها تصوير بعض
المناطق، هذه المنطقة اسمها أرارات في تركيا، وهي منطقة مرتفعة وقد أخذت
الطائرة الاستكشافية صوراً عديدة، وصلت هذه الصورة إلى مجمع العلماء
الأمريكي فقاموا بدراستها.
وجدوا أن هذه
الصور تعود لسفينة كبيرة طولها 300 ذراع وعرضها 50 ذراع وارتفاعها 30 ذراع،
كانت هذه هي حساباتهم التقريبية ولكن فريق من العلماء قرر الذهاب إلى هناك
واستكشاف المنطقة وإحضار بيانات أدق، ذهب العلماء إلى المنطقة التي في
ارتفاع 7000 قدم وفي وسط شقوق وحطام، منطقة عشبية خالية من أي شيء، وجدوا
تكوين جيولوجي يشابه السفينة، وأجمعوا على أن لا شيء في الطبيعة يمكن أن
يشكل هذا الشكل الجيولوجي(21).
وفي عام 1876م
وجدت عصا فوق الجبل واعتقد أنها جزء من السفينة، وأسفرت نتائج البحث عن
وجود صخور مشقوقة بطريقة عجيبة واعتقد بأنها استخدمت مرساة للسفينة، وكان
الدكتور براندينبرج من جامعة ولاية أوهايو هو من اكتشف الصواريخ النووية في
كوبا، قد اكتشف أن هذه الصور تعني وجود شيء ولابد من فحص المنطقة. وبعد
بضعة أشهر حدث زلزال غريب تسبب في ظهور سفينة نوح إلى السطح بمسافة 30 قدم،
السفينة قيست بدقة وأظهرت ضلوع السفينة، وباب بحجم 10 أقدام في الجانب
الأمامي، وخزان ماء بجانب الباب الرئيسي، وأجزاء للمحافظة على توازن
السفينة، وأظهر تصوير مقطعي للسفينة وجود فواصل في السفينة مع وجود معدن
متماسك بالمسامير الكبيرة.
ووجدت بقايا
لعظام بشرية وحجمها يدل على إنسان بحجم 15 قدم. ولا ندري إذا كانت هذه
العظام لبعض من ركاب السفينة.كذلك بعد إيجاد السفينة، وجدوا بقايا عظام
لحيوانات مختلفة حول السفينة، وقد استنتجوا أن هذه الحيوانات التي أنجاها
الله من الغرق وخرجت من السفينة عاشت لفترة حتى ماتت في هذه المنطقة.
والسفينة مغطاة من الأعلى، وليست كالسفينة العادية، فهي مغلقة تماماً من
الأعلى والأسفل.قام مجموعة من العلماء بتغطية المنطقة ومسح شامل لها مع
تخطيط لموقع السفينة، وحددوا حجمها ومقاسها وارتفاعها، مع أن السفينة لم
تظهر بكامل أجزائها حتى يومنا هذا.
وجه الإعجاز:
للقصة أثر كبير
في التأثير وشد السمع، وكم من معرض عنك وأنت تتحدث لكنه سرعان ما يتنبه لك
إذا شرعت في ذكر قصة أو حادثة بأسلوب قصصي، وهذا ما يؤكده القرآن من خلال
القصص التي تناولها وأبرزها للقارئ بأسلوب عجيب يدل على عظمة قائله، ولا
يكفي هذا بل الأعجب أن هذه القصص قد حدثت لأقوام من قبلنا وكان أصحابها
أناس حقيقون، ولعل هذا الجانب هو الذي نعنيه من خلال استهداف بعض المواضيع
بين الحين والآخر في مجال الإعجاز بشتى أنواعه، ولعل في هذا الموضوع قد
تبين لنا أن قصة نوح هي قصة حقيقة أيد وقوعها استكشافات العلم الحديث وأبرز
معالمها وفك رموزها علماء الجيولوجيا وأثبتها وحدد مكانها رجال ليس همهم
نصر الدين وإنما سخرهم الله تعالى وإن كانوا من أعداء الدين أو إن لم نبالغ
فهم بعيدون عن الدين بعد المشرقين ولكن سخرهم كما سخر الله ما في السماوات
والأرض قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً﴾ [الفتح: 7] لينصر بهم هذا الدين ويقيم بهم الحجة عليهم وعلى من كابر وأنكر أن هذا القرآن إنما هو من عند الله العليم الخبير.
وكما أخبر القرآن أن الله تعالى يخبر النبي بقصص الأمم الغابرة قال تعالى: ﴿تِلْكَ
مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ
وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ
لِلْمُتَّقِينَ﴾ [هود: 49]
فما كان لنبي أمي أن يفتري ولا أن يختلق قصصاً من خياله ليملأ به دفتي
القرآن بل والله إنه لحق وإنه من رب العالمين وكفى بالله شهيداً، ولتكن هذه
الإشارات بداية الانطلاق للإيمان بالله رب العالمين والثبات على الدين
الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والحمد لله رب
العالمين.
جمع وترتيب: قسطاس إبراهيم النعيمي
_____________________
(1) روح المعاني للآلوسي 23/ 132.
(2) نقلاً من:
http://www.alnoor.info/Prophets/noo7.asp
(3) المرجع السابق.
(4) تفسير القرطبي 13/ 294.
(5) تفسير القرطبي 9/ 37.
(6) تفسير الطبري 11/ 554.
(7) التحرير والتنوير 1/ 4225.
(8) المصدر السابق.
(9) تفسير ابن كثير 4/ 337.
(10) زاد المسير 4/ 112.
(11) التحرير والتنوير 1/ 2111.
(12) زاد المسير 4/ 112.
(13) حياة الحيوان الكبرى ـ كمال الدين بن محمد الدميري ـ دار التحرير للطباعة والنشر ـ القاهرة.
(14) فتح القدير 2/ 723.
(15) الروض المعطار في خبر الأقطار ـ محمد عبد المنعم الحميري ـ مكتبة لبنان الطبعة الثانية 1984م.
(16) التحرير والتنوير 1/ 3186.
(17) http://www.alnoor.info/Prophets/noo7.asp
(18) دراسات تاريخية من القرآن الكريم، الدكتور محمد بيومي، أخذاً من:
http://www.amaneena.com/m/nouh.htm
(19) المرجع السابق.
(20) دراسات تاريخية من القرآن الكريم، الدكتور محمد بيومي، أخذاً من:
http://www.amaneena.com/m/nouh.htm
(21) صور سفينة سيدنا نوح وبعض المعلومات عنه نقلا من: تاريخ النشر 24/ 05/ 2004م.
http://alsaddclub.com/vb/showthread.php?t=2286
منقول للفائدة
مصدر : http://www.jameataleman.org
Post a Comment
ما رأيك ..... شاركنا الرأي